فصل: قال الخازن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: {مَن} في موضع رفع بالابتداء و: {يَأْتِيهِ} الخبر، و: {يُخْزِيهِ} صفة ل: {عذاب}.
وحكى الكسائي: أن أناسًا من أهل الحجاز يقولون: سو تعلمون؛ وقال من قال: {ستعلمون} أسقط الواو والفاء جميعًا. وحكى الكوفيون: سفْ تعلمون؛ ولا يعرف البصريون إلا سوف تفعل، وستفعل لغتان ليست إحداهما من الأخرى: {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ} أي يجب عليه وينزل به.
{عَذَابٌ مُّقِيمٌ} أي دائم، يريد عذاب الآخرة.
قوله تعالى: {حتى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التنور} اختلف في التنور على أقوال سبعة: الأول أنه وجه الأرض، والعرب تسمي وجه الأرض تنورًا؛ قاله ابن عباس وعِكرمة والزّهري وابن عيينة؛ وذلك أنه قيل له: إذا رأيت الماء على وجه الأرض فاركب أنت ومن معك.
الثاني أنه تنور الخبز الذي يخبز فيه؛ وكان تنورًا من حجارة؛ وكان لحوّاء حتى صار لنوح؛ فقيل له: إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك.
وأنبع الله الماء من التنور، فعلمت به امرأته فقالت: يا نوح فار الماء من التنور؛ فقال: جاء وعد ربي حقًا.
هذا قول الحسن؛ وقاله مجاهد وعطية عن ابن عباس.
الثالث أنه موضع اجتماع الماء في السفينة؛ عن الحسن أيضًا.
الرابع أنه طلوع الفجر، ونور الصبح؛ من قولهم: نوّر الفجر تنويرًا؛ قاله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
الخامس أنه مسجد الكوفة؛ قاله عليّ بن أبي طالب أيضًا؛ وقاله مجاهد.
قال مجاهد: كان ناحية التنور بالكوفة.
وقال: اتخذ نوح السفينة في جوف مسجد الكوفة، وكان التنور على يمين الدّاخل مما يلي كندة.
وكان فوران الماء منه علمًا لنوح، ودليلًا على هلاك قومه.
قال الشاعر وهو أمية:
فار تنّورُهم وجاشَ بماءٍ ** صار فوق الجبالِ حتّى عَلاها

السادس: أنه أعالي الأرض، والمواضع المرتفعة منها؛ قاله قتادة.
السابع: أنه العين التي بالجزيرة عين الوردة رواه عِكرمة.
وقال مقاتل: كان ذلك تنور آدم، وإنما كان بالشام بموضع يقال له: عين وَرْدَة وقال ابن عباس أيضًا: فار تنور آدم بالهند.
قال النحاس: وهذه الأقوال ليست بمتناقضة؛ لأن الله عز وجل أخبرنا أن الماء جاء من السماء والأرض؛ قال: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السماء بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأرض عُيُونًا} [القمر: 11].
فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة.
والفَوَران الغَلَيان.
والتنور اسم أعجميّ عربته العرب، وهو على بناء فَعّل؛ لأنّ أصل بنائه تَنّر، وليس في كلام العرب نون قبل راء.
وقيل: معنى {فَارَ التَّنُّورُ} التمثيل لحضور العذاب؛ كقولهم: حمِي الوطيس إذا اشتدت الحرب. والوطيس التنور.
ويقال: فارت قِدر القوم إذا اشتد حربهم؛ قال شاعرهم:
تركتم قِدْرَكم لا شيء فيها ** وقِدْرُ القوم حاميةٌ تَفُورُ

قوله تعالى: {قُلْنَا احمل فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين} يعني ذكرًا وأنثى؛ لبقاء أصل النسل بعد الطوفان.
وقرأ حفص: {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين} بتنوين {كل} أي من كل شيء زوجين.
والقراءتان ترجعان إلى معنًى واحدٍ: (شيء) معه آخر لا يستغنى عنه.
ويقال للاثنين: هما زوجان، في كل اثنين لا يَستغني أحدهما عن صاحبه؛ فإن العرب تسمي كل واحد منهما زوجًا. يقال: له زوجا نعلٍ إذا كان له نعلان. وكذلك عنده زوجا حمامٍ، وعليه زوجا قيود؛ قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزوجين الذكر والأنثى} [النجم: 45]. ويقال للمرأة هي زوج الرجل، وللرجل هو زوجها.
وقد يقال للاثنين هما زوج، وقد يكون الزوجان بمعنى الضربين، والصنفين، وكل ضرب يدعى زوجًا؛ قال الله تعالى: {وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج: 5] أي من كلِّ لون وصنف.
وقال الأعشى:
وكل زوجٍ من الدّيباجِ يَلبَسه ** أبو قُدامة محبوٌّ بذاك مَعَا

أراد كل ضرب ولون.
و: {مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ} في موضع نصب ب: {احمل}.
{اثنين} تأكيد.
{وَأَهْلَكَ} أي واحمل أهلك.
{إِلاَّ مَن سَبَقَ}.
{مَن} في موضع نصب بالاستثناء.
{عَلَيْهِ القول} منهم أي بالهلاك؛ وهو ابنه كنعان وامرأته وَاعِلَة كانا كافرين.
{وَمَنْ آمَنَ} قال الضحاك وابن جريج: أي احمل من آمن بي، أي من صدّقك؛ ف {من} في موضع نصب ب: {احمل}.
{وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ} قال ابن عباس رضي الله عنهما: آمن مِن قومه ثمانون إنسانًا، منهم ثلاثة من بنيه؛ سام وحام ويافث، وثلاث كنائِن له.
ولما خرجوا من السفينة بنوا قرية وهي اليوم تدعى قرية الثمانين بناحية الموصل.
وورد في الخبر أنه كان في السفينة ثمانية أنفس؛ نوح وزوجته غير التي عوقبت، وبنوه الثلاثة وزوجاتهم؛ وهو قول قتادة والحكم بن عتيبة وابن جريج ومحمد بن كعب؛ فأصاب حام امرأته في السفينة، فدعا نوح الله أن يغير نطفته فجاء بالسودان.
قال عطاء: ودعا نوح على حام ألا يعدو شعر أولاده آذانهم، وأنهم حيثما كان ولده يكونون عبيدًا لولد سام ويافث.
وقال الأعمش: كانوا سبعة؛ نوح وثلاث كنائن وثلاثة بنين؛ وأسقط امرأة نوح.
وقال ابن إسحق: كانوا عشرة سوى نسائهم؛ نوح وبنوه سام وحام ويافث، وستة أناس ممن كان آمن به، وأزواجهم جميعًا.
و: {قَلِيلٌ} رفع بآمن، ولا يجوز نصبه على الاستثناء؛ لأن الكلام قبله لم يتم، إلا أن الفائدة في دخول {إلا} و{ما} لأنك لو قلت: آمن معه فلان وفلان جاز أن يكون غيرهم قد آمن؛ فإذا جئت بما وإلا، أوجبت لما بعد إلا ونفيت عن غيرهم. اهـ.

.قال الخازن:

{ويصنع الفلك} يعني كما أمره الله سبحانه وتعالى قال أهل السير لما أمر الله سبحانه وتعالى نوحًا بعمل السفينة أقبل على عملها ولها عن قومه وجعل يقطع الخشب ويضرب الحديد ويهيئ القار وكل ما يحتاج إليه في عمل الفلك وجعل قومه يمرون وهو في عمله فيسخرون منه ويقولون يا نوح قد صرت نجارًا بعد النبوة وأعقم الله أرحام النساء فلا يولد لهم ولد قال البغوي وزعم أهل التوراة أن الله أمره أن يصنع الفلك من خشب الساج وأن يطليه بالقار من داخله وخارجه وأن يجعل طوله ثمانين ذراعًا وعرضه خمسين ذراعًا وطوله في السماء ثلاثين ذراعا والذراع إلى المنكب وأن يجعله ثلاث طباق سفلى ووسطى وعليًا وأن يجعل فيه كوى فصنعه نوح كما أمره الله سبحانه وتعالى وقال ابن عباس اتخذ نوح السفينة في سنتين فكان طولها ثلثمائة ذراع وعرضها خمسين ذراعًا وطولها في السماء ثلاثين ذراعًا وكانت من خشب الساج وجعل لها ثلاثة بطون فجعل في البطن الأسفل الوحوش والسباع والهوام وفي البطن الأوسط الدواب والأنعام وركب هو ومن معه في البطن الأعلى وجعل معه ما يحتاج إليه من الزاد وغيره قال قتادة وكان بابها في عرضها، وروي عن الحسن: أنه كان طولها ألف ومائتي ذراع وعرضها ستمائة ذراع والقول الأول أشهر وهو أن طولها ثلثمائة ذراع وقال زيد بن أسلم: مكث نوح مائة سنة يغرس الأشجار ويقطعها ومائة سنة يصنع الفلك، وقال كعب الأحبار: عمل نوح عليه السلام السفينة في ثلاثين سنة وروي أنها ثلاثة أطباق الطبقة السفلى للدواب، والوحوش والطبقة الوسطى للإنس والطبقة العلياء للطير فلما كثرت رواث الدواب أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نوح عليه السلام أن اغمز ذنب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة ومسح على الخنزير فوقع منه الفأر فأقبلوا على الروث فأكلوه فلما أفسد الفأر في السفينة فجعل يقرضها ويقرض حبالها أوحى الله سبحانه وتعالى إليه أن اضرب بين عيني الأسد فضرب فخرج من منخره سنور وسنورة وهي القطة والقط فأقبلا على الفأر فأكلاه.
قوله سبحانه وتعالى: {وكلما مر عليه ملأ من قومه} أي جماعة من قومه: {سخروا منه} يعني استهزؤوا به وذلك أنهم قالوا إن هذا الذي كان يزعم أنه نبي قد صار نجارًا وقيل قالوا يا نوح ماذا تصنع قال أصنع بيتًا يمشي على الماء فضحكوا منه: {قال} يعني نوحًا لقومه: {إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} يعني إن تستجهلونا في صنعنا فإنا نستجهلكم لتعرضكم لما يوجب سخط الله وعذابه، فإن قلت السخرية لا تليق بمنصب النبوة فكيف قال نوح عليه السلام إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون.
قلت إنما سمي هذا لفعل سخرية على سبيل الازدوج في مشاكلة الكلام كما في قوله سبحانه وتعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} والمعنى إنا نرى غب سخريتكم بنا إذا نزل بكم العذاب.
قوله تعالى: {فسوف تعلمون} يعني فسترون: {من يأتيه} يعني أينا يأتيه نحن أو أنتم: {عذاب يخزيه} يعني يهينه: {ويحل عليه عذاب مقيم} يعني في الآخرة فالمراد بالعذاب الأول عذاب الدنيا وهو الغرق والمراد بالعذاب الثاني عذاب الآخرة وعذاب النار الذي لا انقطاع له.
وقوله: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور} يعني وغلى والفور الغليان وفارت القدر إذا غلت.
والتنور: فارسي معرب لا تعرف له العرب اسمًا غير هذا فلذلك جاء في القرآن بهذا اللفظ فخوطبوا بما يعرفون وقيل إن لفظ التنور جاء هكذا بكل لفظ عربي وعجمي وقيل إن لفظ التنور أصله أعجمي فتكلمت به العرب فصار عربيًا مثل الديباج ونحوه واختلفوا في المراد بهذا التنور، فقال عكرمة والزهري: هو وجه الأرض وذلك أنه قيل لنوح عليه السلام إذا رأيت الماء قد فار على وجه الأرض فاركب السفينة فعلى هذا يكون قد جعل فوران التنور علامة لنوح على هذا الأمر العظيم وقال علي: فار التنور أي طلع الفجر ونور الصبح شبه نور الصبح بخروج النار من التنور، وقال الحسن ومجاهد والشعبي: إن التنور هو الذي يخبز فيه، وهو قول أكثر المفسرين ورواية عن ابن عباس، أيضًا وهذا القول أصح لأن اللفظ إذا دار بين الحقيقة والمجاز كان حمله على الحقيقة أولى ولفظ التنور حقيقة في اسم الموضع الذي يخبز فيه فوجب حمل اللفظ عليه.
فإن قلت الألف واللام في لفظ التنور للعهد وليس هاهنا معهود سابق عند السامع فوجب حمله على غيره وهو شدة الأمر والمعنى إذا رأيت الماء يشتد نبوعه ويقوى فانج بنفسك ومن معك.
قلت: لا يبعد أن يكون ذلك التنور معلومًا عند نوح عليه السلام، قال الحسن كان تنورًا من حجارة وكانت حواء تخبز فيه ثم صار إلى نوح وقيل له إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك واختلفوا في موضع التنور فقال مجاهد نبع الماء من التنور فعلمت به امرأته فأخبرته وكان ذلك في ناحية الكوفة وكان الشعبي يحلف بالله ما فار التنور إلا من ناحية الكوفة، قال الشعبي: اتخذ نوح السفينة في جوف مسجد الكوفة وكان التنور على يمين الداخل مما يلي باب كندة وكان فوران التنور علامة لنوح عليه السلام، وقال مقاتل: كان ذلك التنور تنور آدم وكان بالشام بموضع يقال له عين وردة وروي عن ابي عباس أنه كان بالهند قال: والفوران الغليان: {قلنا احمل فيها} يعني: قلنا لنوح احمل في السفينة: {من كل زوجين اثنين} الزوجان كل اثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر كالذكر والأنثى يقال لكل واحد منهما زوج والمعنى من كل صنف زوجين ذكرًا أو أنثى فحشر الله سبحانه وتعالى إليه الحيوان من الدواب والسباع والطير فجعل نوح يضرب بيديه في كل جنس منها فيقع الذكر في يده اليمنى والأنثى في يده اليسرى فيجعلهما في السفينة: {وأهلك} أي واحمل أهلك وولدك وعيالك: {إلا من سبق عليه القول} يعني بإهلاك وأراد به امرأته واعلة وولده كنعان: {ومن آمن} يعني واحمل معك من آمن بك من قومك: {وما آمن معه إلا قليل} اختلفوا في عدد من حمل نوح معه في السفينة فقال قتادة وابن جريج ومحمد كعب القرظي لم يكن في السفينة إلا ثمانين: نفر نوح وامرأته وثلاثة بنين له وهم سام وحام ويافث ونساؤهم؛ وقال الأعمش: كانوا سبعة نوحًا وبنيه وثلاث كنائن له.
وقال محمد بن إسحاق: كانوا عشرة سوى نسائهم وهم نوح وبنوه سام وحام ويافث وستة نفر آمنوا بنوح وأزواجهم جميعًا، وقال مقاتل: كانوا اثنين وسبعين نفرًا رجلًا وامرأة وقال ابن عباس كان في السفينة ثمانون رجلًا أحدهم جرهم، قال الطبري: والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله: {وما آمن معه إلا قليل} فوصفهم الله سبحانه وتعالى بالقلة ولم يحدد عددًا بمقدار فلا ينبغي أن يجاوز في ذلك حد الله سبحانه وتعالى إذ لم يرد ذلك في كتاب ولا خبر صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مقاتل: حمل نوح معه جسد آدم عليه السلام فجعله معترضًا بين الرجال والنساء وقصد نوحًا جميع الدواب والطيور ليحملها قال ابن عباس: أول ما حمل نوح الدرة وآخر ما حمل الحمار فلما أراد أن يدخل الحمار أدخل صدره فتعلق إبليس بذنبه فلم تنتقل رجلاه وجعل نوح يقول له ويحك ادخل فينهض فلا يستطيع حتى قال له أدخل وإن كان الشيطان معك كلمة ذلت على لسانه فلما قالها نوح خلى سبيل الحمار فدخل الحمار ودخل الشيطان معه فقال له نوح ماذا أدخلك عليّ يا عدو الله قال ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك قال اخرج عني يا عدو الله.
قال: لابد من أن تحملني معك فكان فيما يزعمون على ظهر السفينة، هكذا نقله البغوي وقال الإمام فخر الدين الرازي: وأما الذي يروى أن إبليس دخل السفينة فبعيد لأنه من الجن وهو جسم ناري أو هوائي فكيف يفر من الغرق وأيضًا فإن كتاب الله لم يدل على ذلك ولم يرد فيه خبر صحيح فالأولى ترك الخوض فيه، قال البغوي: وروي عن بعضهم أن الحية والعقرب أتيا نوحًا عليه السلام فقالتا احملنا معك فقال إنكما سبب البلاء فلا أحملكما فقالتا احملنا فنحن نضمن لك أن لا نضر أحدًا ذكرك فمن قرأ حين يخاف مضرتهما سلام على نوح في العالمين لم تضراه وقال الحسن لم يحمل نوح معه في السفينة إلا ما يلد ويبيض وأما ما سوى ذلك مما يتولد من الطين من حشرات الأرض كالبق والبعوض فلم يحمل منها شيئًا. اهـ.

.قال أبو حيان:

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ}
ويصنع الفلك حكاية حال ماضية، والفلك السفينة.
ولما أمره تعالى بأن يصنع الفلك قال: يا رب ما أنا بنجار، قال: بلى، ذلك بعيني.
فأخذ القدوم، وجعلت يده لا تخطئ، فكانوا يمرون به ويقولون: هذا الذي يزعم أنه نبي صار نجارًا؟ وقيل: كانت الملائكة تعلمه، واستأجر أجراء كانوا ينحتون معه، وأوحى الله إليه أن عجل عمل السفينة فقد اشتد غضبي على من عصاني، وكان سام وحام ويافث ينحتون معه، والخشب من الساج قاله: قتادة، وعكرمة، والكلبي.
قيل: وغرسه عشرين سنة.
وقيل: ثلاثمائة سنة يغرس ويقطع وييبس.
وقال عمرو بن الحرث: لم يغرسها بل قطعها من جبل لبنان.